لعنة الأرض
كان
الأمر قد تجاوز حدود القرية الصغيرة , إلى حدود خوارق الأمور , التى
تستدعى أمرا فقهيا فيها , وتناولته المجلات ذات الصبغة الدينية ,
تستضيف علماء الأزهر الشريف , ليبينوا ماحقيقة الأمر , ومامرده شرعا
تتوسطها الصورة العجيبة , أو لنقل
الآية ؟! أو اللعنة كما ذكر أكثر من عالم ؟!
تدور أحداث القصة فى قرية
من قرى محافظة الدقهلية .. بمركز ميت غمر
شاب صغير يحفظ آيات القرآن الكريم , وبدلا من أن يسلك الطريق القويم
فى الحياة , فى التكسب الشريف , والولوج إلى الدرب النورانى العفيف , ليحيا مؤمنا أو مسلما
مسلحا
بآيات الله , إذا به ينكث على عقبيه , ويتعلم أمور السحر فى أبشع صورها ,
يطارد بأعماله السحرية السوداء أغنياء القرية , بل وفقراءها
فكل زيجة لاتعطيه عطية ثمينة , تصبح جنازة يسمع بها القاصى والدانى
ويعجز
كل السحرة عن فك طلاسم حدادها , حتى يأتى هو ؟! ليشترط مبالغا خرافية من
الأموال , التى لابد من دفعها فى رضى حتى لو تكفل بها كل أفراد العائلة .
وتجنبا لشروره , تبادر العائلات بعد تحديد مواعيد الزواج , بإلتماس رضاه
الذى يكون دائما أعلى بنود الزواج المادية , لكن لابأس ؟! ذاك خير من أن يتحول فرح العرس إلى كابوس ثقيل !!
ثم تخضع القرى المجاورة لجبروته الشرير , ولتكون مرضاته أهم بنود الإنفاق المادية كل زيجة فى المركز..
له عيون كثيرة , تنقل إليه الأخبار , فى كل القرى
وتطير شهرة الساحر إلى كل مجالس المهتمين بالسحر الأسود والسفلى
وتقصده السيارات الفارهة من جميع أنحاء الجمهورية !
وتفتح له خزائن النساء والأموال و الحلى والجواهر , ..
ولتزداد عربدته كساحر شرير يستحل الفروج المحصنة , وإكتناز الأموال الآثمة
وليقطع فى دروب السحر الأسود والسفلى أربعين عاما ,
ثم يداهمه الموت
فتمطر السماء مطرا شديدا جدا ومتواصلا طوال أربع وعشرين ساعة
وكأنما السماء تصبُ لعنتها على الساحر الشرير تطهيرا للكون من روحه الخبيثة
وليحمل جثمانه إحدى عربات الكارو حولها عدد لايتجاوز أصابع اليد الواحدة من أقاربه فقط , وبلا مشاركة من حتى رجل واحد من قريته
وليدفن فى مدفن من مدافن عائلته
وتمر أكثر من عشرة سنوات , وتقوم العائلة بتجديد المدفن , ولتكون المفاجآة
لقد
رفضت الأرض ( أم بنى آدم ) أن تأكل جسده ..وبقى الجثمان على حالته فى يوم
الوفاة .. حتى رموش عينيه لم تتآكل ..حتى شعيرات بطنه , ومقل عينيه
وشعر لحيته .. الجسد على حالته ... أصابته لعنة الأرض التى إشمأزت منه , ومن فساده وسحره الأسود فعافت أن تستعيده فيها
وجاءت كاميرات الصحف الإسلامية (( الوعى الإسلامى )) وغيرها
وتتصدر صورة الجثمان الملعون صدر صفحات هذه المجلات
وقال العلماء إنها آية من الله ,,, لعنة أخرى ,,بعد لعنة مطر السماء يوم الوفاة
وقالوا إن بقاء الجثمان إما كرامة للأنبياء والشهداء
أو مهانة ولعنة كما للأشرار والسحرة الكفرة الفجار
يقول الرسول الكريم
(( من قصد عرافا أو ساحرا فسأله ولم يصدقه , لم تُقبل منه صلاة أربعين يوما ,,,, فإن صدقه فقد كفر بما أنزل على محمد ))