شعاع الأمل
( فى حقبة من الزمن قد مضت كانت فيها الدعارة مباحة فى بعض الدول العربية نتيجة للاستعمار)
وكانت وزارة الصحة تكشف على فتيات الدعارة فى ذلك الوقت وكان الدكتور المختص بذلك هو الدكتور احمد وكان على خلق وكان يرفض رفضا باتا العمل مع فتيات الدعارة والكشف عليهم لأنه كان يحتقر هذه المهنة اللعينة ولكن الإدارة أجبرته على ذلك . فكان يستقبل فتيات الدعارة مرة كل شهر للكشف الدورى عليهم وذات مرة دخلت عليه فتاة ذات جمال صارخ وكانت اسمها زيزى وكانت أول من دخلت عليه فى ذلك اليوم فانبهر بجمالها ولم يبدى عليه ذلك فقال لها خير عندك ايه فقالت له أنا جاية اكشف يادكتور تكشفى على إيه انتى تعبانه بإيه فقالت له أنا جاية اكشف وتلعثمت فى الكلام وصمتت برهة فقال لها فقال لها جاية تكشفى على ايه . فقالت له جاية اكشف زى زمايلى إحنا فى أخر الشهر فبدا يعرف الدكتور من تلعثمها حقيقتها إنها فتاة دعارة فوقع الخبر عليه كأنه الصاعقة وتغيرت ملامح وجهه وبدا عليه الملامح الجامدة وقال لها خشى انتى تبعهم فقالت له أيوا يادكتور فقال لها انتم عمالين تزيدوا كدا ليه خشى ياله خلينا ننتهى ورانا مشاغل فدخلت فكشف عليها وبعدها قالت له أنت متضايق منى يادكتور فقال لها لا أنا مش متضايق وهتضايق ليه اهو كله شغل وغصبنى عليه إنى أتعامل مع بتوع الدعارة فظهر عليها الضيق من كلامه وبدأت تنزل دمعه من عينيها فذهبت إلى الخارج مسرعة . وأحس الدكتور بأن هذه الفتاة مختلفة بعض الشىء عن زميلاتها . فدخلت الممرضة فى هذه اللحظة وقالت له ادخل الى بعدها يادكتور فقال لها نعم . فسمع ضحكة مجلجلة فى الخارج فقال للمرضة شوفى مين دى قليلة الأدب دى هى فاكرة إننا فى بيت دعارة ولا إيه . فخرجت الممرضة وزجرت من بالخارج فقالوا لها انها سوسن هى التى كانت تضخك فقالت لها انتى مش فى بيت دعارة يلا ياختى خشى خشت عليكى وأكلتك . فردت عليها سوسن طيب ياختى هاخش خلينا نخلص فدخلت على الدكتور وبدأ الكشف عليها وكانت فى غاية المياعة والدلال ولكنه لم يبالى بها بل كان يحتقرهم كلهم . وخلص الدكتور جميع الكشوف التى عنده وذهب الى بيته .
خرجت زيزى من عند الدكتور احمد ودمعتها على عينيها ودعت على من أرغمها على هذا العمل ابتداءا من زوج أمها مرورا بزوجها حتى زميلاتها التى تسكن معها ودعت على الظروف التى أوقعتها بين براثن الدعارة وظلت هكذا حتى دخلت إلى الشقة التى تسكن فيها مع زميلاتها من بنات الدعارة واسرعت الى غرفتها وغلقت الباب ورائها فرأتها زميلتها كهذا فذهبت ورائها وحاولت ان تفتح الباب فوجدته مقفولا من الداخل فندت عليها وقالت لها مالك يازيزى فى إيه فقالت لها مافيش حاجة عاوزة اقعد لوحدى ممكن فقالت لها براحتك . فأخذت زيزى تفكر فيما ال اليه مصيرها وما هى فيه من حرام وهى تبيح جسدها لكل مشتر له فأخذت تلعن جمالها وتلعن جسدها واخذت تبكى وتبكى حتى نامت .
رجع الدكتور احمد الى شقته وهو يفكر فى هذه البنت ولماذا خرجت من عنده تبكى انها اول فتاة دعارة يراها تبكى فى حياته ومعاملته معهم كلهم لايهم شىء ولا يؤثر فيهم اى شىء ولا اى كلام ماالذى جعل هذه الفتاة مختلفا فأخذ يهز رأسه لكى يفيق مما هو به ويقول سيبك منهم كلهم زى بعض بتوع دعارة رخيصة انهم احط مخلوقات الله وذهب للنوم ولكنه لم ينسى هذه الفتاة ولن ينساها ابدا .
جاء الميعاد الثانى للكشف الدورى الشهرى لفتيات الدعارة فدخلوا جميعهم وكان يتوقع ان يراها ولكنها لم تحضر فسأل عليها اخر من كشفت عنده وقال لها كانت هناك فتاة تكشف الشهر الماضى لم تجىء هذا الشهر فقالت له ما اسمها فقال لها لم أسألها وأخذ يوصفها لها فقالت له اه انها زيزى ولكنها مريضة . مريضة فقالت له نعم انها مريضة وتلازم الفراش وهل اتيتم لها بدكتور ليكشف عليها فقالت له لا فقال لها لماذا فقالت له ان كل واحدة منا لها مصلحتها حتى تستطيع ان تعيش فلو جلست بجانبها اى واحدة منا من الذى سوف يطعمها اننا نجرى على لقمة العيش ونذهب اخر الليل وفى ساعات اخرى نذهب عند طلوع الشمس منهكين لانريد الا النوم . يعنى مافيش حد معاها فقالت له ربما تكون زميلتها التى أتت بها هى التى معها . فقال لها شكرا فقالت له فى مكر ودلال أى خـــــــــــدمة يادكتـــــــــور .
اخذ الدكتور يفكر فيها دون ارادته ثم قال لنفسه لماذا انا هكذا ولماذا هذه البنت بالذات ماالذى جعلنى افكر فيها هكذا هل دمعتها هى التى اثرت فى ام ماذا هل انا تدنيت الى هذه الدرجة حتى افكر فى فتاة دعارة فأخذ ينفض عن نفسه مابه من افكار ولكنه لم يلبس ان عاد وفكر فيها . ثم قال لنفسه لماذا لا أزورها واكشف عليها لعلها مريضة حقا وتحتاج إلى دكتور . ثم لبث ان قال دعك من هذه الخرافات التى تقولها اعقل هاتروح فين هاتروح بيت دعارة أنت أتجننت ولا ايه . ثم قال وفيها ايه أنا رايح لأنى دكتور وهما عارفين كدا وهما بيجولى اكشف عليهم وفيها ايه لما اروح اكشف عليهم . ثم رجع وقال هما بيجولك مش بتروح لهم وأنت عارف إلى بيروح هناك مين وبيتقال عليهم إيه اعقل يا دكتور . ثم ما لبث أن ابعد هذه الفكرة عن رأسه بتاتا .
فى اليوم التالى كان الدكتور فى شقته ولم ينم من الليل الا القليل حتى ما طلعت الشمس اخذ يرتدى الدكتور ملابسه وعزم النية على الذهاب اليها فى بيت الدعارة وكان وهو ذاهب الى هذا البيت يقدم رجل ويؤخر الأخرى حتى اذا مااقترب من البيت بدأت دقات قلبه تتسارع من الخوف فأخذ يهدىء من روعه ويقول فى ايه مالى انا خايف كدا ليه كأنى هادخل على عشماوى ولا ايه انت خايف من ايه دا انت راجل هو انت مرأة ثم اخذ يحاول جاهدا الاقتراب من الشقة وعندما اقترب منها سمع اصوات الضحكات تتعالى منها وسمع الموسيقى فرجع الى الوراء ثانية ولما اراد ان يرجع استوقفه حارس العقار وقال له فيه ايه ياسيد انا شيفك رايح جاى هو فى ايه انت شغال ايه اوعى تكون حرامى فقال الدكتور لالالالا انا مش حرامى ياسيدى انا دكتور وكنت جاى هنا اكشف على المريضة الى عيانه فوق . فوق فين ياسيد فقال وهو يتمتم فى الكلام فى شقة الدعارة الى فوق . فرد الحارس طب وانت خايف كدا ليه فقال له الحارس ممكن اشوف بطاقتك . فأخرج له الدكتور بطاقته الشخصية فقال له اطلع فقال له الدكتور انا خايف اطلع فوق وخايف من ايه مش عارف . يعنى هاتطلع ولا لا يادكتور فرد الدكتور برده مش عارف . فقال الدكتور اقول لك ممكن تطلع معايا وتقول لصاحبة الشقة ان الدكتور جاى يكشف على المريضة الى عندكم فقال له الحارس تدفع كام فقال له الدكتور جاى اكشف على المريضة وكمان هادفع . فرد الحارث امال ايه كل الى بيدخل الشقة دى بيدفع بسخاء وخصوصا وهو خارج عارف ليه يادكتور عشان بيبقوا سكرانين طينة ومبسوطين على الآخر عشان كدا بيدفعوا وهما مش عارفين بيدفعوا كام الى بيطلع فى ايديهم بيدفعوه . خلص هاتدفع كام فرد الدكتور الى انت عاوزه فقال له الحارس انا مش عاوز حاجة انا كنت بضحك معاك اتفضل يادكتور معايا . وطلعا درجات السلم وعندما اقتربا من باب الشقة قال له الحارث سامع يادكتور كلهم اخر انبساط . وضرب الحارس جرس الباب فخرجت واحدة من الشقة لتفتح الباب ورجع الدكتور الى الخلف وكان قلبه ينبض بشدة ويحاول ان يهديه بلا فائدة فلما فتحت الباب قالت للحارس فى ايه فقال لها الدكتور جاى يشوف المريضة الى عندكم فقالت دكتور ايه ماحدش طلب دكتور على العموم هو فين وفتحت الباب عن اخره فلما رأت الدكتور قالت دكتور احمد اتفضل ياخويا اتفضل يادى الهنا الى احنا فيه خطوة عزيزة اتفضل . فقال لها زميلتك قالت لى ان فى واحدة زميلتكم مريضة وماجتشى تكشف فجيت اشوفها فقالت له ايوا دى زيزى هى الى كانت مريضة بس حالتها الحمد لله كويسه اتفضل انت هاتنيك واقف على الباب اتفضل يادكتور ثم قالت وهى تنظر الى الداخل وسعوا الحته الدكتور داخل اتفضل يادكتور واخذته من يده ودخلته الى الشقة فنظر الى من فيها فوجدها تعج بالضجيج والموسيقى ورأى مناظر تخدش الحياء والكل يضحك عليه وهو يحاول ان يغض بصره وينظر الى الآرض أمامه حتى ان كاد ان يدخل فى واحدة من الجالسين كانت تمد رجلها فقالت له حاسب يادكتور اوعى تبص لتحت لتقع فى الفحت فأخذته الى غرفة فى اخر الواق واخذت تدق الباب وقالت يازيزى يازيزى الدكتور جاى يشوفك افتحى فقال لها هى قافلة الغرفة عليها فقالت له ايوا ومش عاوزة حد يدخل عليها من ساعة ماكشفت الشهر الى فات وهى على دى الحال مش عاوزة تكلم حد ولا عوزة تشتغل وابلتى قالت لها ان ماكنتيش هاتشتغلى هاطردك . بقى الحكاية كدا ايوا واحنا عمالين نقول للأبلتى اصبرى عليها دى عيانه وهى تقول انا ماعنديش عيانين ياتشتغل وتأكل لقمة عيش ياتفارقنا احنا مش فتحنها لوكاندة للسكن ببلاش . واخذت تدق الباب وتقول افتحى يازيزى دا الدكتور بنفسه جاى يشوفك . ففتح الباب وطلت منه زيزى الى الدكتور وكأنه طوق النجاة لها فى بحر الظلمات ولكنها كانت شاحبة الوجه وكأنها اتت من الموت ولم تعد كما رأها الدكتور زبلت فقال لها الدكتور ازيك يازيزى فنظرت اليه بعينين يملؤها الحزن والتعاسة وقالت له اتفضل يادكتور .
وللقصة بقية